هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ومن الحب ما قتل !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sayood
Admin
sayood


المساهمات : 722
تاريخ التسجيل : 10/03/2009

ومن الحب ما قتل ! Empty
مُساهمةموضوع: ومن الحب ما قتل !   ومن الحب ما قتل ! I_icon_minitimeالثلاثاء 10 مارس 2009, 3:07 pm

حديث عن الحب
أخي الحبيب !
حديثني إليك عن الحب ..وأيُّنا لا يحب ؟!
ايتني بقلبٍ لم يخفق بحب ، وعين لم تهجُر الوِساد وتعافُ الرقاد ، ولسان لم يلهج بذكر محب ، وأُذنٍ لم تطرب بسماع كلام حبيب ..
ولكن ، شتَّان .. شتَّان ..
شتَّان بين من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وبما يحبه خالقه ومولاه ، وبين من امتلأ قلبه بمحبة غير الله ، سواءً للنساء والأخدان أو للفتيان والمردان ، أو لغيرهما مما هو لغير الله ..
شتَّان .. بين من يسهرون ليلهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، فهم بين ساجد وراكع وداعٍ وخاضع ومستغفر وخاشع ، وبين من يسهرون ليلهم في المعاكسات الهاتفية بكلمات تسخط ربَّ البرية ..
شتان بين من أيديهم معطاء بالخير سحَّاء ، تنفق في سبيل الله يشترون بها رضوان الله والجنة ، وبين من ينفقونها على هلكتهم في الشر ، يشترون بها رضا المحبوبين ، غافلين عن رب العالمين .
شتان بين من يقضي وقته ويمضي عمره في الطاعات والمسابقة إلى الخيرات ، والتزود من الباقيات الصالحات ، وبين من يمضي عمره يتسكَّع في الأسواق ، يخطو خطوات الخطا لمعصية الواحد الخالق الرزاق .
شتان بين من يلهج لسانه بذكر ربه ، لا يكاد يفتر عن ذكره وشكره ، وتلاوة آياته والتلذذ بمناجاته ، وبين من لا يطيب له حال ، ولا يستقر له بال إلاَّ وهو يكتب رسائل الغرام ، ويقرأ أشعار الشوق والغزل والهيام
شتان بين من يناديه مولاه لساحات الوغى وميادين الفداء .. فيتقدم لا يتقهقر ، ويسابق لا يتأخر .. {... وعجلتُ إليك ربِ لترضى } "
وبين من يغامر بنفسه ويجازف بروحه ، ويُعرِّض نفسه للمتالف ، ليدرك مآربه من معشوقه
هل يستويان مثلاً ؟! وهل يتماثلان حالاً ومآلاً ..؟!
سارت مشرِّقةً وسرتُ مُغرِّباً شتَّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّب
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم }
وليس العجيب أن يحبونه ، فهو المستحق له سبحانه ، ولكن الغريب أنه يحبهم مع غناه عنهم وعدم حاجته لهم !
{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز }
الشباب والحب
وباسم الحب ..وتحت مظلته .. ..
أضاع كثير من الشباب الصلوات ، وارتكبوا المنكرات ، واتبعوا الشهوات ، وحاربوا ربهم بالعظائم
أرقٌ بالليل ، وحُرَق بالنهار
غرقٌ في أسن الرذيلة ، ومحاربة للطهر والفضيلة ..
نفوسهم ذليلة ، وأنفاسهم كليلة ، قوالبهم جميلة ، لكنَّ قلوبهم عليلة ..
هَوَوا في الهوى فذلُّوا .. ووقعوا في الغرام فزلوا ..
خمور ومخدرات .. تفحيط ومغامرات .سهر بالليل في البيوت على المعاكسات ، ودوران في الأسواق والشواطىء والكبائن والاستراحات على المغازلات والمطاردات ..
رقصٌ ومجون ، معازف وفنون ، ميوعة ودلع ، ملبوسات مخزية وقصات مزرية وحركات مرزية
حالٌ مُردٍ ، وواقع مخزي ..
شبابٌ غفلوا حتى غدت قلوبهم غُلف ، كالأكواز الـمُجَخِّية لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكراً إلا ما أشربت من هواها ..
{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين }
واسأل الجدران عنهم.؛ ماذا يكتبون عليها ؟ وماذا يرسمون ؟ من كلمات الحب والغرام ، والعذاب والآلام ..
واقرأ ما يكتبون على دفاترهم ، وفي مذكراتهم ، وفوق كتبهم ..
وانظر إلى ما يكتبون من عبارات الحب واللوعة والعذاب والحرقة في دورات المياه وأماكن الخلاء ..
بل وانظر إلى ما ينقشون من إشارات ورموز على أكتافهم وفي أيديهم ..
وتصفح الجرائد اليومية والمجلات الدورية ، لتقرأ فيها ما هبَّ ودبَّ ، وغثَّ وهَزُل ، من أشعار الغزل ، وأبيات التشبيب ، وقصائد اللقاء والفراق ، واللوعة والاشتياق ، والجراح والأفراح ، والعبارات والعبرات ..
واسألهم عمن يحبون ، وبمن يتعلقون ، وفيمن يعجبون ..
فكم ستجد مَن شفَّه الوجد ، وأضناه الغرام ، وأمضَّه الشوق والهيام !
وكم من سقيم بصوتٍ رخيم ! وكم من هائم في ملمسٍ ناعم ! وكم من كبد مقروحة وقلوب مجروحة !
وربما لن يجيبك عنهم إلا الدمع المدرار ، والعبرات الغزار ، من شباب وفتيات ، يعيشون الحب المحرَّم ، يتعذَّبون به ، ويتلوعون بمرارته ، ويكتوون بحرارته .
قد نغَّص عليهم عيشهم ، ونكَّد حياتهم ، فهم في جحيمه يهيمون ، وبعذابه يصطلون ، وبآلامه يتلوعون ..
ألمٌ يجر ألمًا .. وندم يعقبه ندم .. وسقم يلحقه سقم ..
يسمون أنفسهم بالمجانين .. وبهم ما هو أعظم !
جننتَ بمن تهوى ، فقلت لهم العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون بالحين
ينظرون إلى مسلسلات السوء ، فإذا بها تتحدث عن الحب ، ويسمعون في أغنيات الفساد ، فإذا بها تنطق بالحب ، ويقرأون في مجلات الخراب ، فإذا بها تتكلم عن الحب .
فأصبح الشاب مفتوناً بالحب ..
فهو يراه في الأفلام الماجنة من الممثلين الساقطين ، وهم يصورونه في أحلى حلَّة وأجمل هيئة ..
ويقرأ عنه في القصص الغرامية ، في الكتب الفاتنة والمجلات الآثمة التي تنكأ الجراح الغائرة ، وتهيج الغرائز الفاترة ..
ويسمع به من رفاق دربه ـ شباباً أو فتيات ـ يتحدثون عنه في نَهَم ، ويتهامسون فيه بلهفة ، وكلٌّ منهم يحكي عن بطولاته المجرمة ومغامراته المحرمة !
ويقرأ عن الحب في أجمل القصائد من الجرائد ..
فغدا يبحث عنه ، ويتمنى أن يعيشه ، وأن يذوق طعمه ، وأن يشتمَّ أنفاسه ..
وخلا القلب من محبة الرب ، فأدركه العطب .
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
فوقع الشاب المغرور ، المغرَّر به ، في معصية ربه ..
فأحب ـ بطيب نفسٍ منه ـ أول امرأة اعترضت طريقه أو أشارت إليه بطرفها أو هاتفته بصوتها ..
وأصبح المغرمَ الولهان ، والمحبَّ التائه الحيران ..
الحب أول ما يكون لجاجةً يأتي بها وتسوقه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لجج الهوى جاءت أمورٌ لا تطاق كِبارُ
والبداية دلع .. والنهاية ولع !
تولَّع بالعشق حتى عشق فلما استقل به لم يُطِق
رأى لجَّةً ظنَّها مَوجةً فلما تمكن منها غَرِق
فعاش العشقَ الشيطاني والحبَّ الشهواني ـ تحت مسمى الحب ـ بكلِّ ذرَّة في كيانه ، وأصبح قلبُه يخفق بالحب وينبضُ بالعشق ..
وقل مثل ذلك أو أكثر عن محبوبته المتيمة التي أرَّق ليلها ، وأقضَّ مضجعها ، وحرمها لذيذ الكرى بُعدُ حبيبها المزعوم أو التفاته إلى غيرها أو تفكيره في سواها..
فلا تسل عن حياتهم ومعاناتهم.. وحسراتهم وكُرُباتهم ..
وأبى الله إلاَّ أن يعذِّب من أحب سواه !!
فما في الأرض أشقى من محبٍّ وإن وجد الهوى حُلوَ المذاق
تراه باكياً في كلِّ حين مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند الفراق وتسخن عينه عند التلاقي
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ثلاثٌ مُهلكاتٌ ، وثلاثٌ مُنجياتٌ ، فالمهلكاتُ : شُحٌّ مُطاعٌ ، وهَوى مُتبعٌ ، وإعجابُ المرءِ بنفسهِ ، والمنجياتُ : تقوى الله تعالى في السرِّ والعلانية ، والعدلُ في الغضبِ والرِّضى ، والقصدُ في الفقر والغِنى "
وغلا بعضهم في الحب غلوَّا أخرجه عن الحد ، فأوبقه وأحرقه ، فنطق بما يوجب الوِزر ، وتكلم بما يكتب له به الإثم ..
فهذا مجنونهم يقول في اعتراض سافر على المولى العظيم القاهر :
أتوب إليك يا رحمن مما جنت نفسي فقد كثرت ذنوبُ
وأما من هوى ليلى ولبنى فإني ـ لا وربي ـ لا أتوب !
ويقول قيس بن الملوَّح عن ليلاه التي غدت قبلته وأصبحت كعبته :
أراني إذا صلَّيت يممت نحوها بوجهي وإن كان المصلَّى ورائيا
وما بي إشراك ولكن حبّها وعُظمَ الجوى ، أعيا الطبيب المداويا
نعوذ بالله من الخذلان !
وهذا جميل بن معمر ( مجنون بثينة ) يعترض على من يأمره بالجهاد في سبيل الرحمن لأنَّه مشغول بجهاد آخر في سبيل الهوى والشيطان :
يقولون : جاهد يا جميل بغزوة وأيُّ جهاد غيرهن أريد !
لكلِّ حديث عندهن بشاشة وكل قتيل عندهنَّ شهيد
وربما أخرجه حُبُّهُ من ملَّة الإسلام ، ومن حياض الدين ..
فتأملوا إلى هذا العاشق البليد كيف يفضل لقاء حبيبته على توحيد ربِّ العبيد !
يرتشفن من فمي رَشَفاتٍ هنَّ أحلى فيه من التوحيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el7anon.yoo7.com
 
ومن الحب ما قتل !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ^~*¤©[£] المنتـــديات الأدبيـــة [£]©¤*~^ :: ***•¦[الشعــــــر الادبـــــــى]¦•***-
انتقل الى: